دخلت قافلة مساعدات إنسانية مكوّنة من 90 شاحنة إلى قطاع غزة مساء يوم أمس الأربعاء، عبر معبر كرم أبو سالم، وذلك في أول عملية دخول للمساعدات منذ بدء الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع في 2 مارس/آذار الماضي.
وأعلنت الأمم المتحدة أن هذه الشاحنات تم التنسيق لها وإدخالها من قبل وكالاتها الإنسانية، بالتعاون مع الجهات المعنية، بتاريخ 21 مايو/أيار، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة تشهدها غزة منذ أكثر من شهرين.
وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن المساعدات التي دخلت تشمل مواد غذائية أساسية وإمدادات إغاثية ضرورية، واصفًا العملية بأنها تطور مهم في ظل القيود المستمرة المفروضة على دخول الإمدادات إلى القطاع. وجاء دخول القافلة بعد ثلاثة أيام من إعلان السلطات الإسرائيلية السماح بشكل محدود بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، دون توضيح ما إذا كان ذلك سيمتد ليشمل تدفقات منتظمة خلال الفترة المقبلة.
وفي سياق متصل، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن شاحنة واحدة محمّلة بالأدوية دخلت القطاع أيضًا عبر المعبر ذاته في الليلة السابقة، وهو ما يعكس استمرار النقص الحاد في الإمدادات الطبية رغم هذه الخطوة الأولية. ولا تزال المؤسسات الصحية في غزة تعاني من شلل شبه كامل نتيجة نفاد الأدوية وانقطاع الوقود اللازم لتشغيل المرافق الحيوية، في وقت تتفاقم فيه أزمة الغذاء وسوء التغذية، خصوصًا في المناطق الشمالية من القطاع.
يأتي دخول القافلة في وقت تحذّر فيه المنظمات الإنسانية من كارثة إنسانية وشيكة إذا لم يتم تأمين تدفق مستمر ومنتظم للمساعدات.
كما تتواصل الدعوات الدولية المطالبة برفع القيود المفروضة على المعابر، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع الذين تجاوز عددهم المليوني نسمة ويعيشون أوضاعًا صعبة نتيجة الحصار الممتد والعمليات العسكرية المستمرة.