توزيع الطحين في غزة: خطوة أولى نحو التخفيف من وطأة المجاعة
أعلن ناهض شحيبر، مدير شركة شحيبر للنقل الخاص ورئيس جمعية شركات النقل، عن انطلاق عملية توزيع الدقيق على المواطنين في قطاع غزة اعتبارًا من الأسبوع المقبل. وأوضح شحيبر في منشور عبر صفحته على “فيسبوك” أن هذه الخطوة تأتي بناءً على تأكيدات من الجانب الإسرائيلي ومصدر موثوق.
يأتي هذا الإعلان في وقت يواجه فيه القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية، في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية، لا سيما الطحين والخبز، ما فاقم من معاناة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في القطاع.
الآلية المرتقبة لتوزيع الدقيق: برنامج أممي بالتنسيق مع “الأونروا”
بدء دورة تجريبية لتوزيع الطحين
أفادت مصادر مطلعة أن منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها وكالة “الأونروا”، ستبدأ بتنفيذ دورة تجريبية لتوزيع الطحين على العائلات في غزة. وستُعطى كل عائلة كيس طحين واحد في المرحلة الأولى، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
تهدف هذه المرحلة إلى تقييم فعالية النظام الجديد في ظل التحديات الأمنية واللوجستية، على أن يتم لاحقًا استئناف النظام السابق لتوزيع الطحين وكراتين المواد الغذائية.
التوزيع لن يتم باسم “الأونروا” مباشرة
بسبب القيود المفروضة على وكالة “الأونروا” من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ستتم عملية التوزيع عبر جهات أممية أخرى، تستخدم نفس الكوادر والمقدّرات التي توفّرها الوكالة.
تعليق عمل المخابز في غزة حتى إشعار آخر
موقف جمعية أصحاب المخابز
من جهته، أعلن عبد الناصر العجرمي، رئيس جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة، تعليق عمل جميع المخابز حتى انتهاء المجاعة التي تضرب القطاع.
وأشار العجرمي في تصريحات صحفية إلى أن الاحتلال أبلغهم ببدء توزيع الدقيق مباشرة للمواطنين خلال أيام، وهو ما قد يفتح الباب لاحقًا لإعادة تشغيل المخابز بشرط توفر كميات كافية لجميع السكان.
وأكد أن الجمعية قادرة على تشغيل 40 مخبزًا بدعم من برامج الإغاثة الدولية، لكن ذلك مرهون بانتهاء المجاعة وضمان تدفق الطحين والمواد الأساسية بشكل مستمر.
سياق الأزمة: حصار وتجويع ممنهج
منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تتبع سلطات الاحتلال سياسة تجويع ممنهج بحق سكان قطاع غزة، عبر إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات المتكدسة على الحدود، ما تسبب بدخول القطاع في مرحلة المجاعة الفعلية، ووفاة العديد من الضحايا نتيجة النقص الحاد في الغذاء.
