أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن مستشفى الأمل في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة “أصبح عمليًا خارج الخدمة”، نتيجة تصاعد العمليات العسكرية في محيطه، ما تسبب في تعطيل وصول المرضى ومنع تقديم الرعاية الصحية المنقذة للحياة.
وقال تيدروس في منشور عبر منصة “إكس”، إن “الطواقم الطبية تبذل ما بوسعها للعناية بالمرضى المتبقين في المستشفى باستخدام موارد طبية محدودة للغاية”، مضيفًا أن المستشفى لم يعد قادراً على استقبال أي حالات جديدة، بينما لا يزال عدد من المرضى داخله بحاجة ماسة للرعاية.
منظمة الصحة العالمية: مجمع ناصر الطبي بات الخيار الوحيد في خانيونس
وأشار تيدروس إلى أن إغلاق مستشفى الأمل يضع مجمع ناصر الطبي في مواجهة ضغط هائل، كونه المستشفى الوحيد الذي يحتوي على وحدة عناية مركزة في خانيونس، في وقت تتواصل فيه الهجمات الإسرائيلية ونقص الموارد الطبية.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أكدت، يوم السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي صنّف المنطقة المحيطة بمستشفى الأمل “منطقة قتال خطرة”، وفرض إخلاءً قسريًا للسكان، ما أعاق الوصول إلى المستشفى بشكل كامل. رغم ذلك، لا يزال المستشفى يؤوي عددًا من المرضى والطواقم الذين يواجهون مخاطر كبيرة في ظل الحصار الأمني.
تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية
دعت وزارة الصحة الجهات الدولية للتدخل العاجل من أجل حماية المرافق الصحية، وضمان توفير ممرات إنسانية آمنة للمرضى والجرحى. كما طالبت بتزويد المستشفى بالمستلزمات الطبية العاجلة والوقود اللازم لتشغيل المولدات، التي تعتبر المصدر الوحيد للطاقة في ظل استمرار انقطاع الكهرباء.
وفي بيان صدر في 5 يونيو/حزيران، أكدت منظمة الصحة العالمية أن مستشفيي ناصر والأمل يعملان فوق طاقتهما الاستيعابية، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر من شهرين.
19 مستشفى فقط لا تزال تعمل جزئياً في غزة
بحسب بيانات وزارة الصحة، لم يتبقَ في قطاع غزة سوى 19 مستشفى تعمل جزئيًا من أصل 38، بينها 8 حكومية و11 خاصة. وتساندها 9 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة في ظل حرب متواصلة تُوصف بأنها حرب إبادة على سكان القطاع.
كما أوضحت الوزارة أن كميات الوقود المتوفرة لا تكفي سوى لثلاثة أيام فقط، محذّرة من توقف المستشفيات عن العمل بشكل كامل، خاصة بعد منع الاحتلال وصول الوقود إلى المستودعات بحجة وقوعها في “مناطق حمراء”.
الوضع الإنساني يزداد تأزمًا في ظل الحصار الإسرائيلي
يأتي هذا التطور في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط تهديدات مباشرة تطال المنشآت الصحية والإنسانية. ورغم أن هدنة قصيرة دخلت حيز التنفيذ لفترة وجيزة، فإن الاحتلال استأنف هجماته المكثفة في 18 مارس/آذار الماضي.