في شوارع غزة المزدحمة برائحة الخبز المختفي، لم يعد من الغريب أن تسمع أحدهم يسأل: “كم صار كيلو الطحين اليوم؟”، فالسؤال لم يعد بسيطًا، بل يعكس وجعًا عميقًا يعيشه سكان القطاع الذين يلاحقون أكياس الدقيق كما لو كانت كنزًا من ذهب.
في السبت 5 يوليو 2025، قفزت أسعار الطحين إلى أرقام خيالية. الوضع فاق كل التوقعات، والناس باتوا عاجزين عن تأمين أبسط مقومات العيش.
برنامج الأغذية العالمي أصدر بيانًا حزينًا: نصف مليون إنسان في غزة مهددون بالجوع الحقيقي. المشهد بات مألوفًا — أمهات يصطففن في طوابير طويلة، رجال يغامرون بحياتهم لعبور خطوط النار بحثًا عن كيس طحين.
مقترح لوقف النار: بارقة أمل أم تأجيل للمأساة؟
وسط هذا الجحيم الإنساني، ظهرت أنباء عن مقترح أمريكي لهدنة مؤقتة مدتها شهران. الخطة تتحدث عن تبادل أسرى وتدفق مساعدات، لكن الطريق مليء بالأشواك.
- الولايات المتحدة وإسرائيل وافقتا على المقترح، سعيًا لكبح التصعيد.
- أما حماس، فقد ردت بحذر، موضحة أن الهدنة لا تلبي مطالبها الأساسية مثل وقف دائم للنار وخروج القوات الإسرائيلية من القطاع.
المقترح قد يخفف المعاناة، لكنه لا يضمن نهاية المعركة. ومع غياب اتفاق حقيقي على الملفات العالقة، يبدو أن الناس في غزة سيظلون يدفعون الثمن.
هل هناك أرضية حقيقية للتهدئة؟
ربما.. وربما لا.
الوضع الإنساني الكارثي، خصوصًا في ملف الغذاء، بات ورقة ضغط قوية. العالم يراقب، والمنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر. لكن، في النهاية، القرار بيد اللاعبين السياسيين، وليس المتعبين على الأرض.
عوامل قد تُسهم في التهدئة:
- وساطة نشطة من مصر وقطر والولايات المتحدة.
- تراجع الزخم العسكري في بعض الجبهات.
- ضغط الرأي العام العالمي.
ورغم ذلك، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة.
💰 جدول أسعار الطحين في غزة – السبت 5 يوليو 2025
المنطقة | السعر للكيس (25 كجم) | السعر للكيلو الواحد | ملاحظات |
---|---|---|---|
مدينة غزة | – | 45 شيكل | سعر تقريبي في الأسواق الشعبية |
جنوب القطاع | 700 – 750 شيكل | 30 شيكل | بحسب اتفاق بين بعض التجار المحليين |
المناطق المحاصرة | 1000 – 1400 شيكل | 40 – 56 شيكل | أسعار السوق السوداء |
ملخص الواقع
الطحين الذي كان يومًا سلعة متوفرة في كل بيت، صار اليوم حلمًا بعيد المنال.
أما الحديث عن هدنة، فيبقى معلقًا بين أوراق المفاوضات وآلام الناس الذين لا يملكون ترف الانتظار.