وسط حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر، يواجه المواطنون كارثة إنسانية تتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، وفي مقدمتها أسعار المواد التموينية التي ارتفعت إلى مستويات قياسية تفوق قدرة ملايين السكان على تأمين قوت يومهم، رغم الحديث عن تدفق المساعدات عبر المنافذ المعروفة.
بين الطحين والرصاص: المساعدات تتحوّل إلى فخاخ قاتلة
في مشهد بات مألوفًا في القطاع، يتجمّع المئات عند “مراكز توزيع المساعدات الأمريكية–الإسرائيلية”، في طوابير طويلة بحثًا عن طحين أو علبة معلبات، لكنهم لا يلقون سوى الرصاص. فقد وصفت وكالة “أونروا” هذه النقاط بأنها “ساحات قتل”، بعدما استُشهد المئات برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات.
جدول أسعار المواد التموينية الأساسية في غزة اليوم السبت 28 يونيو 2025
في ظل هذا الواقع، تشهد الأسواق ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السلع التموينية، كما يُبيّن الجدول التالي:
الصنف | السعر (شيكل/للكيلو أو الوحدة) |
---|---|
السيرج (زيت نباتي) | 35–40 شيكل |
الأرز | 20–30 شيكل |
الحمص الحب | 25–30 شيكل |
الفول الحب | 30 شيكل |
البازيلاء الحب (بقوليات) | 20–25 شيكل |
الطحين | 38–40 شيكل |
علبة صلصة (400 جرام) | 33–35 شيكل |
الطحينية البيضاء- كيلو | 62 شيكل |
الطحينية الحمراء- 900 غرام | 60 شيكل |
الثومية | 60 شيكل |
المعكرونة- الكيلو | 35 شيكل |
أسباب الغلاء: الحصار، الفوضى، والاحتكار
يرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل:
- تقييد إدخال البضائع عبر المعابر، التي يعمل بعضها بشكل جزئي أو تحت تهديد مباشر.
- الاحتكار من قبل بعض التجار، الذين يستغلون ضعف الرقابة لتخزين السلع وبيعها في السوق السوداء.
- انهيار آليات الرقابة الحكومية بفعل تدمير المؤسسات الرسمية والبنية التحتية بفعل القصف.
غياب العدالة في التوزيع
رغم وجود شركاء دوليين ومحليين معتمدين لتوزيع المساعدات، إلا أن حجم ما يصل فعليًا للمواطن لا يكفي احتياجاته اليومية. وتُشير التقارير إلى أن العديد من الأسر لم تحصل سوى على كيس طحين أو كرتونة معلبات كل عدة أسابيع، بينما تنشط السوق السوداء ببيع نفس المواد بأسعار خيالية.
دعوات لتدخل دولي عاجل
في ظل هذا الوضع الكارثي، تطالب منظمات إنسانية محلية ودولية بضرورة فتح معابر آمنة وخالية من التهديدات العسكرية، وضمان تدفق السلع الأساسية بشكل دائم، ومنع استغلال حاجة الناس لتحقيق مكاسب غير شرعية.