في تصريح صادم، وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نظام توزيع المساعدات الذي تنفذه الولايات المتحدة و”إسرائيل” في قطاع غزة بأنه “ساحة قتل”، وذلك في ظل استشهاد مئات المدنيين جوعًا أو برصاص جيش الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
مئات الضحايا منذ إطلاق النظام
قالت الأونروا، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، يوم الجمعة، إن النظام الجديد جلب الفوضى والموت بدلاً من التوزيع المنظم للمساعدات.
وأضافت:
“تم الإبلاغ عن استشهاد أكثر من 400 شخص منذ بدء تطبيق النظام في مايو الماضي، حيث تم إطلاق النار عليهم أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لأنفسهم وأسرهم”.
إطلاق نار عشوائي على الجائعين
وأكدت الوكالة الأممية أن “الشهادات تشير إلى قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار بشكل عشوائي على تجمعات المدنيين المجوعين”، مما أسفر عن إصابات مباشرة في صفوف الأطفال والنساء. وأشارت إلى حالات مأساوية لأطفال انفصلوا عن ذويهم وسط الفوضى، في مشاهد وصفتها بأنها “مروعة وصادمة”.
خطة خارج إطار الأمم المتحدة
منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفذ تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات غذائية محدودة، دون إشراف الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية المعتمدة. وتشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال يستخدم هذه النقاط كساحات استهداف مباشر للمدنيين.
وتؤكد وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء بلغ حتى يوم الأربعاء نحو 549 شهيدًا، وأكثر من 4066 مصابًا خلال محاولاتهم الوصول إلى تلك المساعدات.
الأونروا: هذا ليس نظامًا إنسانيًا
جددت الأونروا رفضها الكامل لهذا النظام، مؤكدة أنه “لا يمت للإنسانية بصلة”. وقالت:
“النظام لم يُصمم لمعالجة الجوع، بل يُبرر بذريعة غير مثبتة تتعلق بسوء استخدام المساعدات”.
ودعت الوكالة الدولية إلى وقف هذه “الفظاعة”، والعودة إلى توزيع المساعدات الإنسانية عبر المؤسسات الدولية، بما فيها الأونروا، لضمان وصول الغذاء والدواء بشكل آمن وعادل.
دعوات لوقف إطلاق النار ورفع الحصار
في ختام بيانها، طالبت الأونروا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لفرض وقف فوري لإطلاق النار في غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي المستمر، لضمان تدفق المواد الأساسية كالغذاء، الدواء، الصابون والوقود، ووقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
حصيلة الحرب حتى الآن
منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد وأصيب أكثر من 189 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، ومجاعة فتكت بآلاف المدنيين، بينهم أطفال رُضّع.
