اندلعت النيران في مستشفى العودة الواقع في منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة فجر الخميس 22 مايو 2025، نتيجة استهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى اشتعال حرائق ضخمة داخل المستودعات والمخازن التابعة للمستشفى. ورغم محاولات الطواقم الطبية المتواصلة منذ لحظة القصف للسيطرة على ألسنة اللهب ومنع امتدادها إلى باقي أقسام المستشفى التي تؤوي عشرات المرضى، فإن الحريق ما زال يتوسع بفعل نقص الإمكانيات وانعدام الوسائل اللازمة للإطفاء، وسط حصار عسكري أعاد الاحتلال فرضه على محيط المستشفى.
وتواجه الطواقم الطبية تحديات بالغة الخطورة في التعامل مع الحريق الذي يهدد الأرواح والممتلكات الطبية، خاصة في ظل غياب أي إمكانية لتحرك سيارات الدفاع المدني أو دخول أي مساعدات طارئة، فيما يواصل الاحتلال تشديد قبضته العسكرية على المنطقة المحيطة بالمستشفى ومنع أي تدخل خارجي.
من جهته، أكد رأفت علي المجدلاوي، المدير العام لجمعية العودة الصحية والمجتمعية، أن الجمعية أطلقت نداء استغاثة عاجل إلى المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية، مطالبة بالتدخل الفوري من أجل وقف الحصار والسماح لوصول طواقم الإنقاذ وتوفير الحماية للمرضى والطواقم الطبية الذين ما زالوا عالقين داخل المبنى المحاصر بالنيران والخطر.
وأضاف المجدلاوي أن الجمعية أجرت اتصالات مكثفة منذ صباح اليوم مع منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في محاولة لتأمين تدخل إنساني عاجل يضمن استمرار الجهود الطبية داخل المستشفى ويحمي حياة المصابين والكوادر الصحية.
وشدد رأفت علي المجدلاوي على ضرورة تحمل المجتمع الدولي لكل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه هذه الكارثة، محذرًا من أن استمرار الحصار ومنع التدخلات الإغاثية يضع أرواحًا بريئة في مهب كارثة حقيقية.