في خطوة مفاجئة وصادمة، قررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وقف التعاقدات والاتفاقيات الموقعة مع العديد من المستشفيات والجمعيات الأهلية في قطاع غزة، بما في ذلك مستشفيات العودة، التي تعتبر من أبرز مقدمي الخدمات الطبية المجانية منذ عام 2011.
هذا القرار يأتي في وقت يشهد فيه القطاع أزمات صحية وإنسانية غير مسبوقة نتيجة التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر، مما يهدد بتفاقم الأوضاع الصحية للمواطنين، خاصة اللاجئين الفلسطينيين.
تأثير القرار على النظام الصحي في غزة
يعد مستشفى العودة أحد الشركاء الرئيسيين لـ”أونروا”، حيث يقدم خدمات طبية حيوية تشمل الجراحة العامة، الولادة الطبيعية والقيصرية، والجراحات النسائية، التي كانت توفر مجانًا بتمويل من الوكالة. وقد وصل عدد التدخلات الطبية الشهرية التي يقدمها المستشفى إلى نحو 1000 حالة، ما يعكس أهمية هذه الخدمات بالنسبة للمجتمع الفلسطيني في غزة.
مستشفى العودة: منقذ حيوي للعديد من المرضى
وفقًا لـ د. محمد صالحة، مدير مستشفى العودة، فإن هذا القرار سيكون له تداعيات صحية وإنسانية كبيرة، حيث سيؤدي إلى توقف خدمات حيوية مثل الولادة والجراحات النسائية التي تُعد المنقذ الوحيد للكثير من النساء في شمال قطاع غزة. ويجري المستشفى أكثر من 400 حالة ولادة شهريًا إلى جانب 250 عملية جراحية نسائية، مما يبرز الدور الحيوي الذي تلعبه مستشفيات العودة في تقديم هذه الخدمات.
إجراءات مؤقتة لمواجهة الأزمة
رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام الصحي في القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر وغياب الوقود والمستلزمات الطبية، قررت جمعية العودة الاستمرار في تقديم خدمات الولادة والجراحات النسائية حتى نهاية مايو 2025، في محاولة لتوفير الوقت الكافي لإيجاد حلول بديلة. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تكون غير كافية في ظل الأوضاع الكارثية التي يعاني منها القطاع.
نداء عاجل لتوفير الدعم الصحي
دعا د. صالحة جميع المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى التحرك الفوري للضغط على “أونروا” للتراجع عن قرارها، مؤكدًا أن فقدان هذه الخدمات الصحية الأساسية سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية في القطاع، ويعرض حياة الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين للخطر، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.
يمثل قرار “أونروا” بتوقف دعم مستشفيات العودة في غزة صدمة كبيرة للمجتمع الفلسطيني، ويضيف تحديًا جديدًا للنظام الصحي الذي يعاني بالفعل من انهيار شبه تام. في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، يبقى الأمل في تكاتف الجهود الدولية والمحلية للضغط على الجهات المعنية، وتوفير الدعم اللازم لاستمرار الخدمات الصحية الحيوية في قطاع غزة.
