أعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن حوالي 112 طفلًا في قطاع غزة يُنقلون يوميًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد، وذلك منذ بداية العام 2025. يأتي ذلك في ظل حصار إسرائيلي خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية ويقيد الحركة عبر المعابر.
وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الوضع في قطاع غزة قد “تجاوز مرحلة الكارثة”، مع استمرار الهجمات الإسرائيلية الممنهجة التي فاقمت الوضع الإنساني والصحي للسكان المدنيين.
17 مستشفى تعمل جزئيًا فقط في القطاع
أوضح غيبريسوس أن 17 مستشفى فقط تعمل بشكل جزئي من أصل 36 مستشفى كانت تخدم سكان القطاع قبل الحرب، مؤكدًا غياب أي منشأة طبية فعالة في شمال غزة ومدينة رفح جنوب القطاع.
كما أشار إلى أن المنظمة تمكنت من الوصول المحدود إلى غزة هذا الأسبوع، للمرة الأولى منذ 2 مارس/آذار، بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول فرق الإغاثة.
نقاط المساعدات تتحول إلى ساحات موت
وذكر غيبريسوس أن نحو 500 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء من مراكز توزيع مساعدات تشرف عليها الولايات المتحدة وإسرائيل، دون إشراف من الأمم المتحدة.
وأكد أن هذه النقاط أصبحت تمثل خطرًا على حياة المدنيين بدلًا من أن تكون مصدرًا للأمان والغذاء، ما يبرز الخلل العميق في آليات توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع.
نقص حاد في الغذاء والدواء
تُظهر الإحصاءات الرسمية من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بتاريخ 25 مايو/أيار، أن 242 شخصًا فقدوا حياتهم بسبب نقص الغذاء والدواء، أغلبهم من الأطفال الرضّع وكبار السن.
يُشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يُغلق معابر غزة بشكل صارم منذ 2 مارس، مما أدى إلى تكدس المساعدات على الحدود، والسماح بدخول عشرات الشاحنات فقط، في حين أن القطاع بحاجة إلى 500 شاحنة يوميًا كحد أدنى لتلبية احتياجات السكان.
إبادة جماعية مستمرة منذ أكتوبر 2023
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي ما وصفته جهات دولية بـ الإبادة الجماعية في غزة، تشمل القتل الممنهج، التجويع، والتدمير الواسع للبنية التحتية.
وحتى اليوم، أسفرت الحرب عن:
- أكثر من 189 ألف شهيد وجريح
- نحو 11 ألف مفقود
- دمار طال منازل 1.5 مليون فلسطيني
- ومجاعة أودت بحياة مئات الأطفال
كما أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 18 عامًا جعل الأوضاع أكثر تعقيدًا، حيث تحولت غزة إلى منطقة منكوبة في ظل غياب أي تدخل دولي فعال.