قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء، إن مقتل أو إصابة مدنيين جائعين أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات في قطاع غزة “أمر غير مقبول إطلاقًا”، مجددًا مطالبته بفتح المعابر الحدودية المغلقة منذ أشهر.
وأوضح البرنامج، في بيان صحفي، أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية أدت إلى تفاقم الأزمة الغذائية في القطاع، حيث تمكن خلال الأسابيع الأربعة الماضية فقط من إدخال 9 آلاف طن من المساعدات، وهو ما لا يغطي سوى جزء ضئيل من احتياجات السكان البالغ عددهم نحو 2.1 مليون شخص.
مطالب بتأمين الممرات وتسهيل الإجراءات
ودعا البرنامج إلى ضرورة تأمين طرق أكثر أمانًا للقوافل الإغاثية، وتسريع الموافقات على التصاريح، وتوفير خدمات اتصالات موثوقة، بالإضافة إلى فتح مزيد من المعابر الحدودية لتسهيل تدفق الإمدادات الغذائية والطبية إلى داخل غزة.
وأشار إلى أن “عددًا كبيرًا من المواطنين فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى كميات المساعدات القليلة التي تدخل القطاع”، محذرًا من أن “الخوف من الموت جوعًا يدفع الحشود للتجمع عند الطرق التي تمر منها القوافل الإنسانية”.
تحذير من القنوات غير الأممية
وفي سياق متصل، أعرب البرنامج عن قلقه إزاء استمرار توزيع المساعدات عبر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة غير معترف بها أمميًا وتعمل بدعم إسرائيلي وأمريكي، معتبرًا أنها “لا توفر حماية كافية للمدنيين، وقد تؤدي إلى مزيد من الفوضى”.
دعوات لوقف إنساني لإدخال المساعدات
وأكد البرنامج الأممي أن خلال فترة التهدئة السابقة (بين 19 يناير و1 مارس 2025)، تمكّن من إدخال ما يصل إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مما ساعد في تخفيف حدة الأزمة مؤقتًا.
وشدد على أن “هناك حاجة ملحة لهدنة جديدة تسمح بإيصال المساعدات الغذائية بشكل منتظم وآمن إلى جميع المناطق”، محذرًا من أن أي تأخير إضافي يعني فقدان المزيد من الأرواح.
وأشار البيان إلى أن لدى البرنامج إمدادات جاهزة عند المعابر، إلى جانب فرق عمل لوجستية مدرّبة وأنظمة طوارئ قادرة على الاستجابة السريعة، لكنه بحاجة إلى توفير الظروف الملائمة للعمل بأمان.
دعوة لحماية المدنيين والعاملين بالإغاثة
واختتم البرنامج بيانه بالتأكيد على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، مجددًا مطالبته بالسماح له بأداء مهماته دون تهديد أو عرقلة.