ممثل الأمم المتحدة: تجويع المدنيين في غزة “سلاح جماعي” يجب وقفه فورًا
حذّر أجيث سونغاي، ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أن آلية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، التي تنفذها مؤسسة إسرائيلية – أميركية، “غير مستدامة” وتنطوي على “إذلال جماعي”، مما يزيد من حدة المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون تحت وابل القصف والحصار.
جاء ذلك خلال مقابلة حصرية مع وكالة “الأناضول” في جنيف، أكد خلالها سونغاي أن الخطة “تفتقد إلى الحياد، والاستقلالية، والإنصاف”، مشددًا على أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مرحلة حرجة.
كارثة إنسانية تتفاقم: “سكان يموتون جوعًا”
أشار سونغاي إلى أن الوضع الإنساني في قطاع غزة لا يمكن وصفه بالكلمات، مؤكدًا أن هناك مجاعة فعلية وسوء تغذية حاد بين المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن، في ظل القصف المتواصل وغياب الخدمات الأساسية.
وأضاف أن آلية توزيع المساعدات الحالية عبر مؤسسة “غزة الإنسانية” – التي تأسست بمبادرة إسرائيلية – أميركية ومسجلة في سويسرا – تمثل نظامًا مختلًا، وتفتقر إلى أدنى معايير الكرامة الإنسانية.
“هذا ليس توزيع مساعدات، بل إذلال جماعي للمدنيين الجوعى واليائسين”، قال سونغاي.
انتقادات لاذعة للمؤسسة البديلة عن “أونروا”
أعرب المسؤول الأممي عن رفض الأمم المتحدة للمشاركة في خطة توزيع المساعدات التي تشرف عليها المؤسسة المذكورة، والتي بدأت نشاطها مؤخرًا في جنوب ووسط القطاع، حيث يرى أنها تهدف إلى تفريغ شمال غزة من سكانه عبر الضغط الإنساني.
وأوضح أن سكان غزة أنفسهم يرفضون هذه الخطة، مؤكدًا أن المجتمع الدولي مطالب بالاستماع إلى صوتهم، لا فرض حلول غير عادلة عليهم.
صور “صادمة” ومشاهد مهينة
لفت سونغاي إلى أن صور المدنيين الذين اصطفوا في طوابير طويلة خلف الأسلاك الشائكة للحصول على الطعام، تعكس “واقعًا مأساويًا لا يمكن قبوله”، مضيفًا أن ما حدث يوم 27 مايو هو نتيجة مباشرة لفشل الآلية المعتمدة في توفير المساعدات بطريقة إنسانية وآمنة.
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر
أكد سونغاي أن الأمم المتحدة، بما في ذلك المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، حذرت مرارًا من استخدام التجويع كسلاح، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وأوضح أن السياسات الإسرائيلية الأخيرة تسببت في نزوح نحو 900 ألف فلسطيني منذ مارس الماضي، إلى مناطق لا تتعدى 20% من مساحة القطاع، وتفتقر إلى المياه النظيفة، والغذاء، والخدمات الطبية الأساسية.
دعوة عاجلة للتحرك الدولي
في ختام حديثه، وجّه سونغاي نداءً إلى المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الكارثة، مشددًا على ضرورة أن تصل المساعدات إلى حيث يوجد الناس، لا أن يُجبروا على المخاطرة بحياتهم للوصول إليها.
