العربي الجديد | وفد إسرائيلي إلى القاهرة لبلورة صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

walaa26 مايو 2025
العربي الجديد | وفد إسرائيلي إلى القاهرة لبلورة صيغة اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

يصل وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة، اليوم الاثنين، لإجراء مباحثات مع مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية وجهة سيادية أخرى، تتناول تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنسيق ملفات الحدود، وتشغيل معبر رفح، وآليات إدخال المساعدات الإنسانية المتكدسة في شمال سيناء.

وقالت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” إن الوفد يضم ممثلين عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى جانب منسق عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإن النقاشات ستشمل قضايا أمنية وتقنية تتعلق بالمرحلة المقبلة في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة شامل.

وكشف مصدر مطلع على مسار المفاوضات عن أن الوسطاء، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، يعملون على بلورة صيغة توافقية لوقف إطلاق النار، تمتد شهرين على الأقل، وتتضمن إجراءات متدرجة من الطرفين. وتنص على أن تسلم حركة حماس في اليوم الأول من سريان الاتفاق عدداً من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، إلى جانب جثامين عدة قتلى، مقابل انسحاب إسرائيلي فوري إلى ما قبل مناطق التوغل بعد انهيار التهدئة أخيراً.
وبحسب المصدر، فإن بقية المحتجزين الأحياء، وعددهم يقارب العشرة، سيجرى تسليمهم في اليوم الأخير من مدة الاتفاق، مع بقية الجثث التي لم تُحدّد أماكنها بعد. ويشمل الاتفاق إدخال المساعدات بكل أنواعها، بما في ذلك الوقود، إلى جميع مناطق القطاع من اللحظة الأولى لتنفيذه، إضافة إلى تشغيل معبر رفح وفق آلية تنسيق ثلاثية بين مصر وإسرائيل وبرقابة دولية، مع السماح بدخول معدات إزالة الركام وفتح الطرق المدمّرة.
وأكد المصدر وجود التزام أميركي صارم بضمان تنفيذ إسرائيل الاتفاق، موضحاً أن المرحلة التالية بعد تسليم أول دفعة من المحتجزين ستشهد انطلاق مفاوضات مباشرة تهدف إلى وقف دائم للحرب استناداً إلى رؤية أميركية-عربية لمستقبل قطاع غزة، يجرى التباحث بشأنها مع كل من “حماس” وإسرائيل.
وأفاد المصدر بأن الاتصالات بين الإدارة الأميركية وحركة حماس لم تتوقف في الأسابيع الماضية، حتى في غياب الوفد الإسرائيلي عن مفاوضات الدوحة. وقد جرت لقاءات ونقاشات عدة، بحضور الوسطاء، في أجواء من السرية التامة، بهدف الوصول إلى تفاهمات بعيدة عن الضغوط الإعلامية، مع إطلاع إسرائيلي كامل على تفاصيل تلك الاتصالات من خلال الوفد الأميركي.
وأوضح المصدر أن واشنطن تمارس ضغوطاً مكثفة على الأطراف كافة لاستثمار اللحظة السياسية والإنسانية الراهنة، في ظل تصاعد المواقف الأوروبية الرافضة استمرارَ العدوان، وتدهور الأوضاع الميدانية في القطاع، وصولاً إلى اتفاق مرحلي يمهّد لتسوية أوسع. وتدفع بعض الأطراف العربية، بحسب المصدر، نحو تسوية شاملة تضمن مستقبلاً لغزة من دون بقاء “حماس” في موقع السيطرة من خلال صيغة سياسية توافقية ترعاها الولايات المتحدة ودول عربية، وتُطرح للتنفيذ بمجرد انتهاء الحرب.

وعلم “العربي الجديد” أن هذه الرؤية الأميركية-العربية لمستقبل غزة ستُطرح بوصفها جزءاً من مخرجات الاتفاق المرحلي الجاري التفاوض عليه حالياً، على أن تكون مقبولة من جميع الأطراف، ومدخلاً إلى إعادة الإعمار وترتيب الوضع السياسي في القطاع بعد سنوات من الحصار والانقسام والحرب.

المصدر العربي الجديد-خاص
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.