يواصل برنامج الأغذية العالمي دق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، مطالبًا بتوفير طرق آمنة تمكن فرق الإغاثة من الوصول إلى المحتاجين في الشمال والوسط والجنوب دون عراقيل أو تهديدات.
في منشور على منصة “إكس”، دعا البرنامج إلى ضرورة إبعاد المسلحين عن مسارات الشاحنات ونقاط توزيع المساعدات، مؤكدًا أن وجودهم يُعرّض حياة الجميع للخطر، ويزيد من تعقيد إيصال الغذاء إلى من يحتاجه.
حياة تُختزل في وجبة
البرنامج، الذي يعمل رغم القصف ونقص الإمدادات، حذّر من أن ثلث سكان القطاع لا يجدون طعامًا لعدة أيام متواصلة، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة. ومع ازدياد وتيرة النزوح، وانهيار البنية التحتية، لم تعد شاحنات الغذاء كافية لسد رمق الجوعى.
613 ضحية في محيط المساعدات
من جهتها، كشفت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، عن مقتل 613 مدنيًا في غضون شهر واحد فقط قرب نقاط توزيع المساعدات، من بينهم 509 ضحايا سقطوا بجوار مؤسسة إغاثية تديرها الولايات المتحدة وإسرائيل.
مساعدات تحت القصف
منذ نهاية مايو/أيار الماضي، تطبق تل أبيب وواشنطن آلية توزيع مساعدات محدودة تُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، دون إشراف دولي، وفق ما ذكرت الأمم المتحدة. إلا أن هذه الآلية تحولت في نظر الفلسطينيين إلى مصيدة قاتلة؛ فالشاحنات لا تصل إلا وسط إطلاق نار، ما يضع المدنيين أمام خيارين: إما الموت جوعًا أو المجازفة والتعرض للرصاص.
743 شهيدًا وآلاف الجرحى
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن آلية التوزيع تلك أسفرت عن استشهاد 743 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 4891 آخرين، بينهم نساء وأطفال، فقط لأنهم حاولوا الوصول إلى كيس دقيق أو علبة تونة.
ورغم كل شيء، يواصل برنامج الأغذية العالمي العمل على الأرض، مدفوعًا بإرادة إنسانية لا تعرف التراجع، ومؤمنًا بأن من حق كل إنسان أن يأكل دون أن يخشى الموت.