في ظل المشهد الإنساني المؤلم الذي يعيشه سكان قطاع غزة، وجّه التجمع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية دعوة صريحة لشركات النقل المحلية بوقف جميع عمليات نقل المساعدات فورًا، مؤكدًا أن الطريقة التي يتم بها توزيعها تُعرّض الأهالي للإذلال والخطر، ولا تليق بكرامة الإنسان الفلسطيني.
وفي تصريح مقتضب، قال التجمع إن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بتجويع الناس، بل يستهدفهم وهم واقفون في طوابير الانتظار، وكأن الجريمة لا تكتمل إلا بقتل من بقي على قيد الحياة، مطالبًا بوقف هذه المشاهد المهينة، والعمل على تغيير آلية التوزيع بالكامل.
مطالبة أممية: التنسيق مع من يحمون الناس لا من يتركونهم مكشوفين
ودعا التجمع الأمم المتحدة إلى التدخل الفوري للضغط على الاحتلال من أجل السماح بإدخال المساعدات من خلال المعابر الرسمية، ولكن بشرط أن يتم التنسيق مع العشائر والمكونات المجتمعية المحلية، التي أثبتت قدرتها على حماية المساعدات وتأمين وصولها في المناطق الشمالية، وهي على استعداد لتكرار ذلك في جنوب القطاع.
وأكد البيان أن ما يحدث الآن ليس مجرد خلل لوجستي، بل جريمة حقيقية بحق من ينتظر رغيف الخبز في طابور قد لا يخرج منه حيًا، مضيفًا أن الكرامة الإنسانية يجب أن تكون أساس كل جهد إغاثي.
جحيم غزة لا يتوقف.. الموت يتنقل بين جوع وقصف
منذ السابع من أكتوبر 2023، يعيش القطاع واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخه، حيث لا يكاد يمر يوم دون مجزرة جديدة أو مأساة تُضاف إلى سابقتها.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل عملياته بلا توقف، وسط صمت دولي مُريب، رغم صدور قرارات واضحة من محكمة العدل الدولية تطالبه بوقف القتال.
النتائج حتى الآن كارثية:
- أكثر من 189 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال
- أكثر من 11 ألف مفقود لم يُعرف مصيرهم بعد
- مجاعة خانقة بدأت تفتك بأرواح الصغار والكبار
- دمار هائل طال المنازل والمستشفيات والمدارس
- مئات آلاف النازحين يعيشون في ظروف لا تصلح للعيش الآدمي
كفى إذلالًا.. صونوا كرامة الناس بدلًا من رميهم في ساحات الموت
أنهى التجمع بيانه بالتأكيد على أن أهالي غزة لا يطلبون المستحيل، فقط يريدون أن تصلهم المساعدات بطريقة تحفظ كرامتهم، وتُبعدهم عن نيران القناصة والطائرات.
ولهذا، فإن أي مساعدات تُنقل اليوم دون ضمانات حقيقية لحماية الناس، هي مساعدة ملوثة بالدم، ولا يجب أن تُقبل أو تُبرر.