مبتورو الأطراف في قطاع غزة: جراح مفتوحة لا تلتئم
أفاد مركز الأطراف الصناعية والشلل في قطاع غزة بأنه استقبل حتى الآن نحو 600 حالة من مبتوري الأطراف جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، بينهم حوالي 60% من النساء والأطفال.
وقال حسني مهنا، مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمركز، إن من بين الحالات المستقبلة 20% أطفال و40% نساء، واصفًا المشهد الإنساني بأنه “صادم وغير مسبوق”.
وأوضح مهنا أن المركز تمكن حتى الآن من تركيب 100 طرف صناعي لنحو 100 مصاب من جرحى الحرب، في حين لا يزال 320 مصابًا يخضعون لجلسات العلاج الطبيعي. كما أشار إلى أن البيانات الأولية ضمن برنامج “صحتي” تُظهر أن إجمالي عدد حالات بتر الأطراف خلال الحرب تجاوز 4,700 حالة.
وأشار إلى أن أخصائيي المركز يشاركون في لجان تقييم تابعة لوزارة الصحة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ضمن برنامج “صحتي”، لمتابعة ودراسة حالات البتر عبر مختلف محافظات غزة.
وبيّن مهنا أن المركز كان قبل اندلاع الحرب يتابع عددًا محدودًا من الحالات التي تحتاج إلى تأهيل أو متابعة، لكن مع اندلاع العدوان الإسرائيلي تضاعف عدد الحالات عشرات المرات، خاصة بسبب الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين، ما أسفر عن آلاف حالات البتر حتى الآن.
وأكد أن المركز يقدم حزمة متكاملة من الخدمات، تشمل تصنيع وتركيب الأطراف الصناعية بعد أخذ القياسات والفحوصات، بالإضافة إلى توفير الأجهزة المساندة والكراسي المتحركة، مع الاهتمام بالعلاج الطبيعي والتأهيل لمساعدة المصابين على التأقلم مع أطرافهم الجديدة، إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة للأطفال والنساء، لمساعدتهم على تجاوز آثار الصدمة، مع متابعة دورية للصيانة أو التعديلات اللازمة.
وحذر مهنا من أن استمرار العدوان الإسرائيلي يهدد بارتفاع عدد مبتوري الأطراف بشكل أكبر، مؤكدًا أن المركز يعاني من نقص حاد في المواد الخام والأجهزة الطبية وقطع الغيار، وسط ضغط شديد على الكوادر الموجودة، التي تعمل بإمكانات محدودة مقارنة مع الحجم الهائل للحالات الجديدة.
وطالب مهنا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتحرك العاجل من أجل وقف العدوان والسماح بدخول المعدات والمستلزمات الطبية الضرورية، إضافة إلى تقديم الدعم الفني والمالي حتى لا يتوقف هذا العمل الإنساني المهم.
تجدر الإشارة إلى أنه فجر الثلاثاء 18 مارس/آذار، شن الاحتلال الإسرائيلي موجة جديدة من الغارات العنيفة على قطاع غزة، أسفرت خلال ساعات قليلة عن أكثر من 400 شهيد و500 جريح، معظمهم من النساء والأطفال. وكان اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي بدأ مطلع مارس قد انهار بعد أن امتنعت إسرائيل عن الدخول في مرحلته الثانية، التي كانت ستمهد لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان.